ما حكم صوم المسافر مع ان الصوم لا يشق على الصائم في الوقت الحاضر لتوفر وسائل المواصلات الحديثة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

س793:وسئل رحمه الله : ما حكم صوم المسافر مع ان الصوم لا يشق على الصائم في الوقت الحاضر لتوفر وسائل المواصلات الحديثة ؟

فأجاب رحمه الله : المسافر له أن يصوم وله أن يفطر لقوله تعالى : (ومن كان مريضا أوعلى سفر فعدة من أيام أُخر)البقرة الآية 185، وكان الصحابة رضي الله عنهم يسافرون مع النبي صلى الله عليه وسلم فمنهم الصائم ومنهم المفطر ، فلا يعيب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم 1، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم يوم السفر 3 ، قال أبو الدرداء رضي الله عنه : ( سافرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرّ شديد ، وما منا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعبد الله بن رواحة )4.

والقاعدة في المسافر أنه مخير بين الصيام والإفطار ، ولكن إن كان الصوم لا يشق عليه فهو أفضل ، لأن فيه ثلاث فوائد:

الأولى : الإقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم

والثانية : سهولة الصوم على الإنسان ، لأن الإنسان إذا صام مع الناس كان أسهل عليه .

والفائدة الثالثة : سرعة إبراء ذمته.

فإن كان يشق عليه فإنه لا يصوم ، وليس البر الصيام في السفر في مثل هذه الحال،لأن الرسول عليه الصلاة والسلام رأى رجلا قد ظلل عليه وحوله زحام فقال : ماهذا؟ قالوا: صائم، فقال ليس من البر الصيام في السفر4، فينزل هذا العموم على من كان في مثل حال هذا الرجل يشق عليه الصوم ، وعلى هذا نقول : السفر في الوقت الحاضر سهل -كما قال السائل-لا يشق الصوم فيه غالبا، فإذا كان لا يشق الصوم فيه فالأفضل أن يصوم.

-------------------

1-صحيح :رواه مسلم (1117-1118)،وأحمد (11079)

2-روى أحمد(3803-3857) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم في السفر ويفطر ويصلي ركعتين لا يدعهما يقول: لا يزيد عليهما يعني الفريضة.

ورى ايضا(6889-6986)من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قل : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم في السفر ويفطر ورأيته يشرب قائما وقاعدا ورأيته يصلي حافيا ومنتعلا ورأيته ينصرف عن يمينه وعن يساره.

3-صحيح

4-صحيح

انتهى

كتاب فتاوى العقيدة وأركان الإسلام

صفحة 778-779

أجاب عليها

الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

اعتنى بها وخرج أحاديثها

محمود بن الجميل أبو عبد الله

الأحاديث مخرجة على كتب العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله

دار المستقبل

الطبعة الأولى

1425ه -2004م

الله الموفق